لا شكّ أنّ الحصول على جسم متناسق عند الرجال, و قوام رشيق عند النساء, هو أمر يتمنّاه كل الناس, و لكن الكثير من البشر يجدون أنهم كسبوا بعض الوزن الزائد دون قصد, و تعتبر الحمية الغذائية عند شريحة كبيرة شيئاً لا يمكن تحملّه, ناهيك عن بعض الحالات التي يزيد فيها الوزن بشكل مفرط, و يسبب مشاكل صحية كثيرة, و لذلك تعتبر عمليات إنقاص الوزن على اختلافها إجراءً مرغوباً عند الكثيرين, ساعد على انتشارها في السنوات الأخيرة ذلك التطور الهائل في هذا المجال, و تنوّع الخيارات عند المريض حسب مقدار الزيادة عنده, حيث يمكن للشخص الذي يعاني من زيادة في الوزن الاختيار بين ما يلي من العمليات:

1 – شفط الدهون و شدّ الجسم:

تحدّثنا عن ذلك بالتفاصيل في قسم عمليات شفط الدهون, و أيضاً في قسم عمليات شدّ الجسم, إذ يمكن للشخص أن يخسر بضعة كيلوغرامات تصل إلى عشرة, بغضّ النظر تطلب الأمر شداً جراحياً بعد الشفط أو اكتفى الطبيب بعملية الشفط فقط, و ذلك يعتمد على المنطقة التي تم الشفط منها, و هل حدث الإجراء على أكثر من منطقة أم في منطقة واحدة, و هنا المريض ليس لديه زيادة كبيرة في الوزن, و لا يعاني من السمنة بل الغاية تجميلية للحصول على جسم متناسق.

2 – عملية بوتوكس المعدة:

تعتبر هذه العملية إجراءً مناسباً للأشخاص الذين لا يستطيعون الامتناع عن الأكل, و هي مناسبة للأشخاص الذين لديهم زيادة في الوزن من 10 إلى 20 كيلوغرام, و يمكن إجرائها لمن تجاوز عمره 18 سنة إلى حدود 55 عام, و تعتبر خياراً مثالياً لكل شخص فشل في الحصول على وزن مثالي من خلال الطرق التقليدية, مثل النظام الغذائي و ممارسة الرياضة.

تقنية بوتوكس المعدة:

تتم العملية عبر المنظار الباطني الذي يدخل من الفم عبر المري وصولاً للمعدة, إذ يقوم الطبيب بحقن مادة البوتوكس في جدار المعدة, مما يؤدي إلى تقليل قوة انقباضات المعدة, و بالتالي يبطىء من عملية الهضم و دفع الطعام إلى الأمعاء, و هكذا تساعد هذه التقنية على إبقاء الطعام في المعدة فترة أطول, ما يعني شعور المريض بالشبع و عدم الحاجة للأكل, و لا تستغرق العملية أكثر من 25 دقيقة إلى نصف ساعة, و هي مناسبة للأشخاص الذين لا يسمح وضعهم الصحي للخضوع للتخدير العام, مثل مرضى القلب و مرضى السكري.

التعافي و ما بعد العملية:

لا يحتاج المريض إلى استراحة بعد العملية, و يستطيع مغادرة المشفى دون الحاجة للنوم فيها كما في بقية العمليات, إذ لا تصنّف عملية بوتوكس المعدة ضمن العمليات الجراحية, و يمكن للمريض مباشرة حياته الطبيعية على الفور, و إن شعر ببعض الغثيان لكنّه لن يشعر بالألم, إلا أنّه ملزم أن يتبع نظاماً غذائياً يوصي به الطبيب, يعتمد على الألياف و البروتين و يبتعد عن المشروبات الغازية, و يكثر من شرب الماء عند الشعور بالجوع.

3 – عملية بالون المعدة:

و هي عملية غير جراحية أيضاً مثل بوتوكس المعدة, لكنّها مناسبة للأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن تتراوح بين 30 إلى 40 كيلوغرام, تعتمد على فكرة تقليص مساحة المعدة و بالتالي تقليل كمية الطعام الممكن تناولها, مما يعمل على إنقاص الوزن بصورة طبيعية و بشكل تدريجي خلال بضعة شهور, حيث يختلف الأمر من شخص لآخر حسب طبيعة جسمه, و يمكن إجراؤها تحت التخدير العام أو الموضعي, و لا تستغرق أكثر من نصف ساعة.

تقنية بالون المعدة:

يتم إدخال بالون بالمنظار الباطني عبر المري وصولاً للمعدة, ثم ملء هذا البالون بمحلول طبي سائل خاص بهذه العملية, و هكذا يتم حجز مساحة لا بأس بها من المعدة, مما يجعل الشخص غير قادر على تناول قدر كبير من الطعام, إذ يشعر بالشبع بمجرد إدخال كمية صغيرة من الأكل إلى معدته, و يترك البالون في مكانه بحدود ستة شهور و يمكن أن تمتد إلى عام في حالات خاصة, مما يؤدي إلى نزول الوزن بشكل أكيد دون اي مشاكل أو آثار جانبية.

التعافي و ما بعد العملية:

ليست عملية بالمعنى الحرفي ليحتاج المريض فترة تعافي, بل يمكنه العودة لحياته الطبيعية على الفور, إلا أنّ البالون مؤقّت و ليس دائم, لذلك يجب إخراجه من المعدة بعد ستة شهور, إذ تعتبر فترة كافية ليتعود المريض و الجسم على تناول كمية قليلة من الطعام, و بعد ذلك على المريض أن يتبع نظاماً غذائياً معتدلاً, و يمارس الرياضة كالمشي مثلاً لمدة 30 إلى 45 دقيقة بشكل يومي, للحفاظ على الوزن الذي وصل إليه و كي لا يكسب وزناً إضافياً كالسابق.

4 – عملية تكميم المعدة:

و هو إجراء دائم يهدف إلى تصغير حجم المعدة عبر اقتصاص جزء منها, و هذا الجزء يحدد حسب حالة كل مريض, بناء على مقدار الزيادة في الوزن و العمر و أمور أخرى يقوم الطبيب بتقديرها لاتخاذ القرار المناسب, فيحدد نسبة مئوية من المعدة للاستغناء عنها ما بين 20 إلى 60, و هذه الجزء المقتطع من المعدة يحتوي على الهرمونات الضارة, مما يجعل المعدة أصغر و غير قادرة على استيعاب كمية كبيرة من الطعام, و طبعاً ذلك سيؤدي إلى فقدان الوزن بشكل طبيعي, تدريجياً خلال فترة تختلف من شخص لآخر حسب طبيعة جسمه.

تقنية تكميم المعدة:

تتم العملية تحت التخدير الكامل حيث يقوم الطبيب بعمل خمس فتحات صغيرة في البطن, يتم من خلالها و باستخدام أدوات خاصة استئصال النسبة المحددة من المعدة, و لا يستغرق ذلك أكثر من ساعة واحدة, إذ ليس هناك شق جراحي كبير و العملية دقيقة لكنها ليست معقدّة, خاصة عند الطبيب المتمرس الذي يمتلك خبرة في هذا النوع من العمليات, و التي أصبحت منتشرة على نطاق واسع.

التعافي و ما بعد العملية:

بعد خروج المريض من المشفى عند انتهاء أثر التخدير و التخلص من وهن العملية, يمكنه البدء ببمارسة حياته الطبيعية, و لكن عليه الالتزام بنظام غذائي صحي ليساعد في إنقاص وزنه على الشكل الأمثل, و عليه أيضاً ممارسة الرياضة بشكل يومي و لو بالمشي فقط, كما ينصح بتقسيم وجبات الطعام على مدار اليوم بشكل متقطع, لأنه أصلا لن يستطيع تناول وجبة كبيرة دفعة واحدة, كذلك من الضروري خلال الأيام الأولى بعد العملية عدم الخلط بين الطعام و الشراب, و أخيراً تناول الأدوية و الفيتامينات التي وصفها له الطبيب.

5 –  عملية تحويل المسار:

يعتبر هذا الإجراء هو الأقل انتشاراً بين الخيارات المتاحة لإنقاص الوزن, لكنه قد يكون الحل الوحيد لبعض حالات السمنة المفرطة, و التي من شأنها أن تترافق بأمراض خطيرة كالسكري, و ارتفاع ضغط الدم و أمراض القلب و الشرايين, و قد تسبب أعراضاً أخرى كاضطرابات النوم, و لا يتم إجراء عملية تحويل مسار إلا بعد التشاور بين أطباء جراحة البدانة و اختصاصي التغذية, و كذلك بعد تقييم شامل لمقدار السمنة و مدى الوزن الزائد على كتلة الجسم, إذ يجب أن يرتفع مؤشر كتلة الجسم إلى حدود 35 كيلو غرام على الأقل.

تقنية تحويل مسار المعدة:

تعتمد هذه العملية على مبدأ تقييد كمية الطعام المتناولة من ناحية, و من ناحية ثانية تقليل كمية الطعام التي تمتصها القناة الهضمية, إضافة إلى أنها تعمل على تحفيز عمليات هرمونية و فيزيولوجية عند عزل الاثني عشر من المعدة, حيث تقلل من مستويات هرمون الجوع, و ترفع من مستوى هرمون الشبع, و يتم ذلك عبر تحويل مجرى الطعام في المعدة, حيث تجرى العملية تحت التخدير العام بفتح بعض الفتحات الصغيرة في البطن, بطول 2 إلى 3 سم لإدخال الأدوات الجراحية اللازمة مع كاميرا ذات إضاءة لتحسين الرؤية, فيتابع الجراح عمله عبر شاشة الكترونية, و يعمد إلى نفخ تجويف البطن بغاز ثاني أكسيد الكربون لتوسيع مجال الحركة داخل البطن, مما يتيح له العمل بدقة لإتمام تحويل مسار المعدة.

التعافي و ما بعد العملية:

تتابع حالة المريض عن قرب في المشفى وتتم معالجة الألم و الغثيان, ويبدأ المريض على الفور بتناول الفيتامينات و المعادن التي وصفها الطبيب, و قد يعاني في الفترة الأولى من بعض الأعراض الجانبية نتيجة الهبوط السريع في كتلة الجسم, لأن خسارة الوزن يسبب الشعور بالتعب و الإرهاق كما يمكن أن يؤدي إلى جفاف بسيط في الجلد, و بعض الأعراض الأخرى التي تختلف من شخص لآخر, و على المريض الالتزام الكامل بتوصيات الطبيب منذ خروجه من المشفى, خاصة إرشادات تناول السوائل ثم البدء بشكل تدريجي و مقنن مع وجبات خفيفة جداً من الطعام.

تساعد عملية تحويل المسار على فقدان الوزن بشكل هائل, فقد يصل إلى أرقام عالية خلال عام إلى عامين, فضلاً عن تحسينها لجودة حياة المريض الذي كان يعاني من سمنة مفرطة, و الذي سيحيا حياة جديدة مختلفة تماماً عما كانت عليه قبل إجراء العملية, إضافة إلى أنها تعالج و تقي و تساعد في التخفيف من آثار الكثير من الأمراض كالسكري و القلب و الشرايين و ارتفاع الكوليسترول وغيرها.

احصل على استشارة فورية

احصل على استشارة فورية